مرّت 13 عامًا منذ وفاة Steve Jobs، لكن Apple ما زالت تسير على خطاه، وتُبرز فلسفته في كل منتج أو برنامج تطلقه الشركة. تستمر Apple في تكريم إرث Jobs، الذي أحدث ثورة في الشركة وأوصلها إلى مكانتها الحالية، وهو ما دفع الشركة لتسمية المسرح الرئيسي في مقرها باسمه، حيث تُعقد جميع مؤتمراتها الرئيسية.
وضع Jobs العديد من القواعد التي قادت Apple إلى النجاح، وكانت هذه القواعد مناسبة للعصر الذي عاش فيه. ولكن مع تطور التكنولوجيا وظهور المنافسين، بدأت Apple في تعديل بعض هذه القواعد، مثل إضافة منفذ USB-C في منتجاتها وتخفيف القيود على أنظمة التشغيل. هذه التعديلات الصغيرة عززت مكانة Apple وزادت من أرباحها.
تشير هذه التحولات إلى أن Apple ربما تبتعد عن إرث Steve Jobs أو حتى تغيّره، وهو ما يبدو جليًا في مؤتمراتها وإعلاناتها عن المنتجات الجديدة.
فلسفة الإطلاق السنوي الواحد
جزء كبير من فلسفة Apple يعتمد على التجربة المتسقة والمتكاملة. يمكن التنبؤ بخطوات الشركة وجودة منتجاتها بفضل التناسق في تصميم الأجهزة ونظام التشغيل. كانت Apple تعتمد على توقيت ثابت للإعلان عن منتجاتها، مثل هواتف iPhone، خلال حدث ضخم يُقام في سبتمبر من كل عام.
وفقًا لتقرير من Bloomberg، هذه الفلسفة لم تكن فقط لأسباب تسويقية، بل أيضًا لتحديد أهداف واضحة أمام جميع موظفي الشركة في مختلف الأقسام. كما أن توقيت الإطلاق الثابت يساعد المستثمرين والمحللين على توقع أداء الشركة، مما يُسهّل عليهم اتخاذ قرارات الاستثمار بناءً على مواعيد محددة.
تغييرات في جدول الإطلاق
بدأ التغيير عندما أضافت Apple مؤتمرًا جديدًا في يونيو مخصصًا للمطورين. خلال هذا المؤتمر، أصبحت Apple تعلن عن بعض المنتجات الجديدة مثل MacBook Air 13 لعام 2023، بالإضافة إلى الكشف عن مميزات الأنظمة الجديدة.
بات العالم الآن ينتظر مؤتمرين رئيسيين من Apple: واحد في يونيو وآخر في سبتمبر. ورغم ذلك، بدأت Apple مؤخرًا في كسر هذا النمط بإطلاق منتجات جديدة في تواريخ غير متوقعة، مثل إطلاق iPad Mini بعد أقل من شهر من مؤتمر iPhone. كما أعلنت عن منتجات أخرى مثل MacBook وMac Mini في تواريخ مختلفة عن الجدول المعتاد.
الإطلاق التدريجي للمنتجات
لم يتوقف الابتعاد عن إرث Steve Jobs عند توقيت الإطلاق، بل امتد إلى الطريقة التي تعلن بها Apple عن منتجاتها. على سبيل المثال، أعلنت الشركة عن نظارة Vision Pro قبل 7 أشهر من طرحها في الأسواق، وهو ما يتعارض مع سياسة Apple المعتادة في الإعلان عن المنتجات عند جاهزيتها.
تكرر هذا مع نظام iOS 18، الذي تم الإعلان عنه في يونيو ثم إطلاقه في سبتمبر دون ميزات الذكاء الاصطناعي التي كانت Apple قد روّجت لها. هذا يُظهر تغيرًا في استراتيجية Apple واستجابتها للمنافسة المتزايدة.
مستقبل Apple
يصعب التنبؤ بمستقبل أي شركة، وخاصة في ظل التغيرات الاقتصادية السريعة. تجد Apple نفسها الآن أمام تحدٍ كبير: هل ستستمر في الحفاظ على إرث Steve Jobs وتقاليدها القديمة، أم ستطوّر أسلوبها لمواكبة المنافسة وتحقيق تطلعات المستخدمين والمستثمرين؟
من الواضح أن Apple تواجه ضغوطًا كبيرة من المنافسة، ولكن السؤال هو ما إذا كانت الشركة قادرة على تحقيق التوازن بين المحافظة على هويتها وبين التكيف مع المتطلبات المتغيرة للسوق.