الأخبار

من السخرية إلى الريادة: حكاية أوراكل والحوسبة السحابية ☁️🚀

في عام 2008، كان "لاري إليسون" رئيس مجلس إدارة شركة أوراكل يسخر من فكرة الحوسبة السحابية، واصفًا إياها بأنها "محض هراء" 🙃. لكن الزمن دار، وأصبحت وحدة البنية التحتية السحابية في الشركة هي السبب في ارتفاع سهمها 📈، بل جعلت إليسون – المؤسس المشارك – ثاني أغنى شخص في العالم 💰.

الذكاء الاصطناعي يغير المشهد 🤖
مع الطفرة الكبيرة في الذكاء الاصطناعي، ارتفع الطلب بشكل هائل على الحوسبة والتخزين عبر الإنترنت. وهنا نجحت أوراكل، بعد سنوات من المحاولات الفاشلة في هذا المجال، في إيجاد موطئ قدم لها عبر استقطاب عملاء كبار.

اليوم، تقدم الشركة خدماتها لشركة إكس إيه آي (xAI) المملوكة لإيلون ماسك من مركز بيانات في ولاية يوتاه 🇺🇸، وتجمع عشرات الآلاف من شرائح الذكاء الاصطناعي التابعة لشركة إنفيديا من سنغافورة 🇸🇬، كما وقعت صفقة توصف بأنها الأكبر في التاريخ مع أوبن إيه آي (OpenAI) الرائدة في هذا المجال.

استثمارات غير مسبوقة 💸
تلتزم أوراكل بإنفاق عشرات المليارات لبناء مراكز بيانات عملاقة. ومن بين هذه الخطط، استثمار أكثر من مليار دولار سنويًا لإنشاء موقع ضخم في ولاية تكساس الغربية يعمل بمولدات وقود ⛽ بدل انتظار تزويده بالكهرباء.

لكن مع هذه الاستثمارات الضخمة، سجلت الشركة تدفقات نقدية سلبية للمرة الأولى منذ عام 1990، مما أثار تساؤلات حول استدامة ربحيتها من هذا القطاع 🧐.

صراعات داخلية وخطوات جريئة ⚡
منذ تأسيسها في سبعينيات القرن الماضي، تراجعت أوراكل عن الصدارة التقنية. ومع ظهور السحابة، لم يكن إليسون متحمسًا للفكرة، إذ كانت قاعدة بيانات أوراكل التقليدية تدر أرباحًا طائلة. ومع ذلك، ومع اشتداد المنافسة من شركات مثل أمازون ويب سيرفيسز (Amazon Web Services) وسيلزفورس (Salesforce)، كان لا بد من التغيير.

بعد محاولات فاشلة أولى، تبنّت الشركة نهج "البنية التحتية المجردة"، وهو ما أصبح يعرف لاحقًا باسم أوراكل كلاود إنفراستركتشر (Oracle Cloud Infrastructure)، والذي لاقى موافقة إليسون.

عملاء كبار وتوسع عالمي 🌍

من أبرز عملاء أوراكل:
- زووم كوميونيكيشن (Zoom Communications) التي احتاجت حلولًا أثناء جائحة كورونا.
أوبر تكنولوجيز (Uber Technologies) باستثمارات بمليارات الدولارات.
تيك توك (TikTok) التي اختارت أوراكل لتخزين بيانات المستخدمين الأميركيين، مما رفع إيرادات أوراكل من هذه الصفقة وحدها لأكثر من مليار دولار سنويًا 💵.

قيادة جديدة وأسلوب مختلف 🎙️
قاد "كلاي ماجويرك" – الذي بدأ حياته المهنية في أمازون – جهود تطوير البنية التحتية السحابية، ليصبح لاحقًا من أبرز المرشحين لخلافة إليسون. عُرف ماغويرك بأسلوبه الصريح والصدامي 😅، وهو ما يشبه أسلوب إليسون نفسه الذي وصف إدارته ذات مرة بأنها "إدارة بالسخرية".

الذكاء الاصطناعي: محرك النمو الحقيقي 🤖🔥
اليوم، تُعتبر صفقات الذكاء الاصطناعي المحرك الأساسي لنمو أوراكل. ومن المتوقع أن تصبح أوبن إيه آي أكبر عملاء الشركة، عبر مشروع ستارغيت (Stargate) الذي يهدف إلى توفير قوة حوسبة هائلة تكفي ملايين المنازل الأميركية ⚡.

كما تعتمد شركات مثل إنفيديا وميتا بلاتفورمز (Meta Platforms) وإكس إيه آي التابعة لماسك على أوراكل في توفير البنية التحتية لتدريب نماذجها.

التحديات أمام أوراكل 🚧
ورغم هذه النجاحات، تواجه الشركة تحديات كبرى، مثل:
- ارتفاع تكاليف أشباه الموصلات والتبريد 💡❄️.
صعوبة الحصول على الموافقات الحكومية لبناء مراكز البيانات 🏗️.
الحاجة إلى مصادر كهرباء ضخمة لتشغيل هذه المراكز ⚡.

موقع أوراكل في السوق 📊
ما تزال أوراكل أصغر من عمالقة السحابة مثل أمازون، مايكروسوفت، وجوجل (ألفابيت)، لكنها تشهد نموًا متسارعًا. فقد بلغت إيرادات السوق السحابية أكثر من 100 مليار دولار في الربع الأخير فقط بنمو سنوي يقارب 25%.

خلاصة 🌟
تمر أوراكل الآن بمرحلة تحول كبيرة تشبه تحول مايكروسوفت تحت قيادة ساتيا ناديلا. وبينما تنفق المليارات على بناء مراكز البيانات وتوفير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، فإن السؤال الأهم يبقى: هل ستنجح في تحويل هذه الاستثمارات إلى أرباح مستدامة؟ 🤔