الأخبار

🔥 حرب الظلال الرقمية: تصاعد المواجهة السيبرانية بين الهند وباكستان في 2025

في عالم أصبح الأمن السيبراني (Cybersecurity) فيه أشد تأثيرًا من الحروب التقليدية، تتصدر الهجمات السيبرانية (Cyber Attacks) العناوين اليومية باعتبارها الجبهة الأكثر نشاطًا وتوترًا. ومع دخول الهند وباكستان في مواجهة رقمية متصاعدة، يبدو أننا على أعتاب حرب سيبرانية واسعة النطاق قد ترسم مستقبل العلاقات الإقليمية وحتى الدولية.
خفايا الصراع السيبراني بين نيودلهي وإسلام آباد

الهجمات الرقمية لم تعد حكرًا على الجماعات الإجرامية أو الأفراد المجهولين، بل أصبحت أداة سياسية تستثمرها الدول عبر فرق هاكرز مدعومة حكوميًا (State-sponsored Hackers) تنشط دون إعلان رسمي. وتُعرف كل من الهند وباكستان بتوفّر قاعدة بشرية وتقنية ضخمة تعمل في مجال التقنية والأمن السيبراني، مما يجعل كلا البلدين بيئة مثالية لتشكيل مجموعات اختراق محترفة ومدعومة.

وفقًا لتقرير شركة CloudSEK المتخصصة في أمن المعلومات، احتلت الهند المرتبة الثانية عالميًا في عدد الهجمات السيبرانية خلال عام 2024، حيث استُهدفت أكثر من 95 مؤسسة وهيئة داخل البلاد. كما حذّرت صحيفة Times of India من احتمالية تعرض الهند لتريليون هجمة سيبرانية بحلول عام 2033.

أما على الجبهة الباكستانية، فقد كشفت شركة Kaspersky عن ارتفاع هائل في الهجمات السيبرانية ضد القطاع المالي الباكستاني بنسبة تجاوزت 114%، مما يدل على تصاعد المواجهة في الخفاء.

بداية الحرب: كشمير تشعل فتيل المعركة
مع تزايد التوترات في إقليم كشمير واتهامات الإرهاب المتبادلة، بدأت فرق الاختراق المدعومة من الحكومة الباكستانية بشن هجمات مكثفة، معلنة انطلاق ما يمكن وصفه بـ"حرب الظلال الرقمية" ضد الهند، حتى قبل أي مواجهة عسكرية محتملة.

فرق الهجوم الهندية: سلاح رقمي بلا حدود
الهند لا تكتفي بمواجهة باكستان فقط، بل تحوّلت إلى قوة سيبرانية هجومية عالمية. ففي أكتوبر 2023، أبلغت الحكومة الكندية عن احتمالية تعرضها لهجمات رقمية من الهند، عقب مقتل الناشط الكندي هارديب سينغ نجار المعروف بدعمه لحركة Khalistan.

من أبرز المجموعات الهندية:
- SideWinder: نفذت هجمات على باكستان، الصين، نيبال، وحتى موانئ بالبحر المتوسط مثل ميناء الإسكندرية بمصر، وفقًا لتقرير شركة BlackBerry.
- Dropping Elephant: تستهدف الحكومة الصينية باستخدام Phishing Attacks.
- Viceroy Tiger: تعتمد على مستندات Microsoft Office في تنفيذ الهجمات.

Dark Basin وPatchwork: وسّعتا نشاطهما ليشمل ست قارات، حيث شنّ فريق Patchwork أكثر من 12 هجومًا عبر تطبيقات خبيثة على Google Play استهدفت موظفين باكستانيين.

القراصنة الباكستانيون: الهجوم على المراكز الحساسة
في المقابل، يقود فريق Transparent Tribe أو APT36 الجبهة الباكستانية. وقد استهدف الفريق شخصيات سياسية هندية باستخدام برمجيات RAT (Remote Access Trojan). كما أشارت تقارير إلى تعاون وثيق بين APT36 وفريق Turla الروسي في تنفيذ عمليات تجسس على شخصيات في الهند وأفغانستان.

كما أوردت صحيفة The Hindu في أبريل 2025 معلومات عن هجمات باكستانية على قواعد بيانات تابعة للجيش الهندي ومؤسسات حكومية أخرى، في ظل تصعيد جديد بالأزمة الكشميرية.

2025: بداية الحرب السيبرانية فعليًا
بحسب صحيفة The Indian Express، نجحت الهند خلال الأيام الماضية في صدّ نحو مليون هجوم سيبراني، بعضها قادم من باكستان ودول أخرى مثل المغرب وإندونيسيا. وحدة Maharashtra Cyber المعنية بمكافحة الهجمات لم تُسمِّ جهة معينة، لكنها أشارت إلى أن وتيرة الهجمات ارتفعت بعد التوتر الأخير في كشمير.

وفي ردٍ مباشر، شنت الهند هجمات على أهداف باكستانية مثل:
- المحكمة العليا في إقليم Azad Kashmir
- شركة Euro Oil
- جامعة Balochistan
- شرطة Sindh
- وكالة المياه WADA COL

من سينتصر في هذه الحرب الخفية؟
رغم أن الهند تملك بنية تحتية رقمية متقدمة، إلا أن باكستان أظهرت قدرة عالية على شن هجمات دقيقة وموجهة. ويبقى العامل الأكثر تأثيرًا هو التحالفات السيبرانية الدولية، فكما استعانت باكستان سابقًا بفرق روسية، قد تلجأ الهند لتحالفات مماثلة.

وفي ظل تزايد الهجمات وتطور أدوات القتال الرقمية، يصعب الجزم بمن سيفوز بهذه المواجهة غير التقليدية. الأكيد أن الحرب السيبرانية (Cyberwarfare) أصبحت واقعًا مفروضًا، يتجاوز حدود الدول والجيوش والأسلحة التقليدية.