الأخبار

نوكيا.. صعود أسطوري وسقوط مدوٍ

البداية من صناعة الورق إلى التكنولوجيا
تأسست نوكيا عام 1865 كطاحونة ورق صغيرة في فنلندا، ثم توسعت تدريجياً إلى الصناعات المختلفة، مثل المطاط والكابلات. مع اندماج عدة شركات في عام 1967، أصبحت نوكيا شركة صناعية عملاقة، لكن التحول الحقيقي جاء عندما دخلت عالم الاتصالات.

نوكيا والريادة في صناعة الهواتف المحمولة
في السبعينيات والثمانينيات، بدأت نوكيا الاستثمار في الإلكترونيات، لتطلق أول هاتف محمول لها عام 1982. ومع بداية التسعينيات، قررت التركيز كليًا على الاتصالات، فحققت نجاحًا هائلًا مع هواتفها مثل نوكيا 2100 و8110، ولعبت دورًا بارزًا في إدخال تقنيات الاتصالات الحديثة.

عصر الهيمنة.. عندما كانت نوكيا ملكة الهواتف
في أواخر التسعينيات وأوائل الألفية الجديدة، سيطرت نوكيا على سوق الهواتف المحمولة، بفضل هواتفها الشهيرة مثل نوكيا 3210 و3310، إضافة إلى إطلاق ألعاب مثل "الثعبان"، التي أصبحت رمزًا في عالم الأجهزة المحمولة. بلغت حصتها السوقية ذروتها بحوالي 40% من السوق العالمي بحلول 2007.

السقوط الكبير.. عصر الهواتف الذكية يغير المعادلة
مع إطلاق آيفون عام 2007، لم تدرك نوكيا مدى التحول الكبير في صناعة الهواتف، حيث تأخرت في تطوير هواتف تعمل بشاشات لمس حقيقية. اعتمدت على نظام "سيمبيان" غير الملائم لهذا العصر، بينما اجتاحت أنظمة iOS وأندرويد السوق بسرعة.

الشراكة مع مايكروسوفت ونهاية عصر نوكيا
في 2011، دخلت نوكيا في شراكة مع مايكروسوفت لاعتماد "Windows Phone"، لكن ضعف التطبيقات وتأخر التطوير أدى إلى فشل الهواتف. في 2013، باعت نوكيا قطاع الهواتف لمايكروسوفت، ما أنهى فعليًا وجودها في هذه الصناعة.

محاولات العودة.. ولكن المنافسة شرسة
في 2016، بدأت HMD Global بإنتاج هواتف تحمل اسم نوكيا، لكنها لم تتمكن من استعادة أمجاد الماضي بسبب المنافسة الشرسة، وتأخر الابتكار، وضعف التسويق. بحلول 2023، انخفضت حصة نوكيا في سوق الهواتف الذكية إلى أقل من 1%، مما يعني خروجها الفعلي من المنافسة.

نوكيا.. من القمة إلى القاع، درس في الابتكار والاستجابة لتغيرات السوق!